ليلة القدر إنّ ليلة القدر من الليالي المُباركة التي يتعبد فيها المُسلمون طلباً لرضا الله، واستجابة حوائجهم في الدنيا والآخرة، وهي الليلة التي نزلت فيها أولى آيات القرآن الكريم، وتصادف ليلة القدر ليلةً من الليالي العشرة الأخيرة من شهر رمضان الكريم، وإنّ العبادة في هذه الليلة خيرٌ من ألف شهر، يقول سبحانه وتعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)[القدر:1-3] ويحرص المسلمون على إحياء هذه الليلة المباركة، وقد توجد بعض الأمور المعيقة لذلك كالمرض، أو السفر، أو نزول دم الحيض عند النساء، وتظن الحائض أن أجر هذه الليلة قد فاتها، ولكننا في هذا المقال سوف نُبين كيفية قيام الحائض لليلة القدر واغتنام أجرها.
كيفية قيام الحائض لليلة القدر - النية: يجب أن تنوي الحائض قبل ليلة القدر أنّها في حال غياب الحيض أو انقطاعه، سُتحيي ليلة القدر ليُكتب لها الأجر والحسنات عن ذلك؛ فالأعمال بالنيات.
- الإكثار من الذكر: يشمل الذكرُ التسبيح، والتهليل، والتكبير، والاستغفار، والحمد، والحوقلة، والتحسُّب إلى الله، حيثُ يجوز للمسلمة الحائض الذكر، ولا يوجد نصٌّ شرعيٌّ يُحرِّم ذلك أو يبطله، ومن الأمور الدالة على جواز الذكر للحائض ما قالته أم المؤمنين عَائِشَةُ رضي الله عنها: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ) [رواه مسلم] ويدل ما روي سابقاً على أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم كان يذكر الله في كلِّ حالاته، حتى في حال الجنابة، وينطبق ذلك على حالات المسلمين جميعاً؛ الرجال منهم والنساء.
- الدعاء: تكثر المسلمة الحائض من الصلاة على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وذكر الله وصفاته وأسمائه العظيمة، ثمّ ذكر حاجتها، والتضرُّع إلى الله بقلبٍ صادقٍ وواثق، وختم الدعاء بالصلاة على النبي الكريم أيضاً، ولا يقتصر الدعاء على حاجة الإنسان من الدنيا؛ كالخلاص من الدين، والهمّ، والرزق بالذريّة الصالحة، أو الرزق الكبير ودوامه، بل يُركّز أيضاً على حاجته في الآخرة؛ كالسلامة من عذاب القبر، وملاقاة الله بوجهٍ وعملٍ حسن، وذلك يوم العرض عليه.
- إخراج الصدقات: كمساعدة اليتامى، والمساهمة في تعليم أحد الطلبة من العائلات الفقيرة، أو شراء أدويةٍ لمريضٍ ما.
- قراءة الأحاديث النبوية الشريفة: وذلك لأن الحائض لا تستطيع قراءة القرآن في فترة حيضها.
نصائح عامة في ليلة القدر - تجنُّب النميمة والغيبة، والإساءة للآخرين بكافة الوسائل، سواءً اللفظيّة أو السلوكيّة.
- مُحاولة استشعار أهميّة ليلة القدر الروحيّة؛ حيثُ يشعر المسلم بالسكينة والطمأنينة فيها.
- دعوة الأهل لقيام ليلة القدر، وتذكير الأصدقاء بأهميّة تلك الليلة.
- الالتزام بالعمل الصالح، والأخلاق الحسنة حتى بعد قيام ليلة القدر؛ فالمسلم يُهذّب أخلاقه، ويترفّع بنفسه عن الإساءة والخطايا دائماً، ولا يقتصر الأمر على ليلة القدر فقط.